وادي العقيق يُعد من أبرز أودية المدينة المنورة، وينقسم إلى قسمين: صغير وكبير. يتميز الوادي بخصوبته الزراعية وأهميته التاريخية، حيث كان موقعًا مركزيًا لتوفير المياه والزراعة لأهل المدينة. يحيط به العديد من البساتين والمزارع التي زادت من مكانته كمصدر اقتصادي وزراعي مهم على مر العصور. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الوادي في الحديث: “العقيق وادٍ مبارك“ (رواه البخاري)، مما يعكس فضله وبركته في الإسلام.
الوادي كان جزءًا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يتوقف عنده خلال أسفاره. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “جاءني آتٍ من ربي فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة“ (رواه الترمذي)، مما يجعل الوادي نقطة دينية مميزة، خاصة للمسافرين بين مكة والمدينة.
وادي العقيق يضم العديد من الأودية الصغيرة والكبيرة التي تصب فيه، مثل روضة العقيق ودر العقيق، والتي تُستخدم كأماكن للاستراحة والزراعة. ومن بين المواقع الهامة المرتبطة به مسجد ذي الحليفة، الذي يُعرف أيضًا بمسجد الشجرة، ويُعتبر ميقاتًا للإحرام للحجاج والمعتمرين، كما ورد في الحديث: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة حتى أتى ذا الحليفة فصلى بها“ (رواه البخاري).
الوادي أيضًا يضم أماكن تاريخية أخرى مثل مسجد سيدنا حمزة رضي الله عنه، والذي يُعد شاهدًا على الأحداث التاريخية والدينية المرتبطة بالمدينة المنورة. يُعتبر وادي العقيق اليوم معلمًا بارزًا يجمع بين التاريخ والدين والطبيعة، ويحتفظ بأهميته كجزء من التراث الإسلامي، حيث لا تزال معالمه وآثاره تجذب الزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم.