هو أحد المساجد التاريخية البارزة في المدينة المنورة، ويُعرف بموقعه في منطقة بني سلمة شمال غرب المدينة. اكتسب المسجد اسمه من الحادثة الشهيرة التي وقعت فيه، عندما أُمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة أثناء صلاة العصر. كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مع الصحابة في المسجد، فنزل الوحي يأمره بالتحول إلى الكعبة، فاستدار النبي والصحابة معه تجاه الكعبة، وأكملوا صلاتهم.
ترمز حادثة تحويل القبلة إلى استقلال الأمة الإسلامية برمزيتها واتجاهها إلى الكعبة، وقد وردت روايات عديدة من الصحابة عن هذا الحدث، من بينها رواية البراء بن عازب وسعيد بن المسيب، الذين شهدوا الحادثة.
يمثل المسجد أهمية دينية وروحانية للمسلمين، حيث يعد شاهداً على واحدة من اللحظات الفارقة في تاريخ الإسلام. وقد شهد المسجد على مر العصور عمليات تجديد وتطوير متعددة، منها خلال العهد المملوكي والعثماني، بالإضافة إلى التوسعات التي أجريت عليه في العصر الحديث لتلبية احتياجات الزوار.
يقف مسجد القبلتين اليوم رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية وتاريخها العريق، ويُعد من أبرز المعالم الدينية التي يحرص المسلمون على زيارتها عند وجودهم في المدينة المنورة