بئر بضاعة

بئر بضاعة هي إحدى الآبار التاريخية في المدينة المنورة، وقد ذُكرت في عدة أحاديث نبوية. كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتوضؤون منها ويستخدمونها رغم ورود تقارير عن وجود نجاسات تلقى فيها. قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البئر: “إن الماء طهور لا ينجسه شيء” (رواه أبو داود والترمذي). هذا الحديث يؤكد طهارة ماء البئر، مما يعكس مكانتها واستخدامها اليومي من قبل المسلمين في ذلك الوقت.

كانت البئر تُستخدم في الاستشفاء من الأمراض، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للتداوي بمائها. روى الصحابة أن المرضى كانوا يأتون إلى البئر ويتوضؤون منها طلبًا للشفاء. يُقال إن ماء البئر كان يحتوي على خصائص طبية تُساعد في علاج الأمراض، مما جعلها محط اهتمام في تلك الفترة.

كانت المياه في البئر تسري ببطء، وكانت تُستخدم في ري الأراضي الزراعية المحيطة بها. أشار بعض المؤرخين إلى أن البئر كانت محاطة بمزارع تُستغل في الزراعة، وكانت المياه التي تخرج منها تُعتبر نعمة لأهل المدينة. ومع مرور الزمن، شهدت المنطقة تطورات كبيرة، حيث بيع جزء كبير من الأراضي المحيطة بها.

بحسب الإمام السخاوي والإمام الإسماعيلي، فقد تم بيع معظم البستان المحيط بالبئر، وشُيدت المباني الحديثة في المنطقة. أما البئر، فإنها لا تزال موجودة كجزء من منزل خاص يعرف بـ “منزل الشريف زيد”، ويُقال إن البئر تُعتبر اليوم جزءًا تاريخيًا من هذا المنزل الواقع وسط البساتين.