مبادرة اثار النبوة

نبذة عن الموقع

العين الزرقاء أو عين الأزرق تُعد من أبرز مصادر المياه في المدينة المنورة القديمة، وارتبطت بتاريخها الإسلامي كأحد الموارد الأساسية لتوفير المياه. ذُكر أن العين كانت تستخدم لري الأراضي الزراعية المحيطة بها والمساجد، بما في ذلك المسجد النبوي. وأشار المؤرخون إلى أن هذه العين كانت تُعرف بجودتها وقدرتها على تلبية احتياجات السكان في العهود المبكرة. ويُقال إنها كانت تقع في موقع استراتيجي لتوفير المياه بشكل منتظم عبر نظام من الأقنية والأنفاق.

 

كانت العين متصلة بقناة مائية تمتد تحت الأرض، تُخرج المياه من ينابيعها إلى المسجد النبوي والمناطق المحيطة. ويُقال إن نظام الأقنية هذا كان يُستخدم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم لتلبية احتياجات الصلاة والاستسقاء. وقال السيد جعفر البرزنجي في كتابه: كانت العين الزرقاء مرتبطة بمسجد قباء، حيث تمده بالمياه اللازمة. كما أشار الرحالة إلى أن العين كانت تُعرف بتصميمها الهندسي الفريد الذي يضمن تدفق المياه بشكل مستمر.

 

شهدت العين الزرقاء تطورات ملحوظة عبر العصور الإسلامية، حيث اهتمت الحكومات المختلفة بتوسيعها وتطويرها لتلبية احتياجات السكان المتزايدة. في العصر المملوكي، أُضيفت أنظمة حديثة لتحسين تدفق المياه وزيادة كفاءتها. وفي العصر العثماني، أُنشئت مرافق جديدة لدعم العين، مما جعلها أحد الموارد المائية الهامة في المدينة.

ذكر المؤرخون أن السلطان سليمان القانوني أصدر أوامر بترميم العين وتوسيع نطاق خدماتها.

 

في العصر الحديث، ومع التطور الحضري للمدينة، تم استبدال نظام العين القديم بنظام توزيع مياه حديث. أُنشئت خزانات كبيرة لتخزين المياه وتوزيعها على مختلف مناطق المدينة، ما أدى إلى تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية. هذه الخطوة ساهمت في تحسين إمدادات المياه وجعلها أكثر كفاءة لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، مع الاحتفاظ بالعين الزرقاء كجزء من التاريخ الإسلامي للمدينة.

الموقع على خرائط Google